138قال: وكان - عليه السلام - لا يخلو من إحدىٰ ثلاث خصال: إمّا صائماً، وإمّا قائماً، وإمّا ذاكراً، وكان من عظماء العبّاد، وأكابر الزهّاد الذين يخشون اللّٰه عزّ وجلّ، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، اخضرّ مرّة واصفرّ مرّةً أُخرىٰ، حتى ينكره من كان يعرفه.
ولقد حججت معه سنة، فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما همّ بالتلبية إنقطع الصوت في حلقه، وكاد أن يخرّ من راحلته، فقلت: يا ابن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ولابدّ لك من أن تقول، فقال: كيف أجسر أن أقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك، وأخشىٰ أن يقول عزّ وجلّ لي: لا لبّيك ولا سعديك 1.
وعند الوقوف بين يدي اللّٰه تعالى في موقف التلبية في الميقات تتفاعل هذه الانفعالات والأحاسيس في نفس الحاج، وهذا المزيج المتناسق والمتكامل من المشاعر والانفعالات النفسية تساهم في هذه النقلة والانقلاب النفسي والاجتماعي الذي يحصل للحجاج في «الميقات» و «الحرم» .
الهوامش: