55بصوتٍ عالٍ:
«يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ - إلى أن يقول: - لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ» وكان يكرّر قوله «يا ربّ» ، وشغل من حضر ممّن كان حوله عن الدعاء لأنفسهم، وأقبلوا على الاستماع له والتأمين علىٰ دعائه، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض الناس معه.
أقول: إلى هنا تمّ دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة علىٰ ما أورده الكفعمي في كتاب «البلد الأمين» 1، وقد تبعه المجلسي في كتاب «زاد المعاد» 2.
ولكن زاد السيّد ابن طاووس رحمه الله في كتاب «إقبال الأعمال» 3بعد «يا ربّ يا ربّ يا ربّ» هذه الزيادة:
«إِلٰهِي أَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَايَ فَكَيْفَ لَاأَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي؟ ! إِلٰهِي أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لَاأَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي؟ ! - إلى أن يقول: - هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ، وَكَيْفَ لَاأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ؟ . . .» .
وكتابنا هذا تناول شرح الجملة الأخيرة
«هَا أَنَا أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ، وَكَيْفَ لَاأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ؟» حيث تصدّى المؤلّف رحمه الله لرفع التناقض الذي يبدو في هذه القطعة.
النسخة المعتمدة في التحقيق:
هي النسخة الخطّيّة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة آية اللّٰه العظمى المرعشي النجفي في قم المقدّسة، وهي مذكورة في فهرسها ج16 ص26 ضمن المجموعة رقم 6025 - الكتاب الثالث، ومذكورة أيضاً في التراث العربي في خزانة مخطوطات مكتبة المرعشي ج3 ص312، والنسخة تقع في 10 أوراق كتبت بخطّ فارسي جيّد «نستعليق» - بخطّ تلميذ المؤلّف - وعناوينها بارزة بخطّ