25مرّةً أولى بالقرابة وتارةً أولى بالطاعة.
بناءً علىٰ ذلك وطبقاً لما جاء في الآية الأولىٰ، فنحن أقرب إلى النبي وأنتم أبعد، ولما جاء في الآية الثانية، نحن المطيعون وأنتم العاصون.
النموذج الثاني: - ورد في باب حِكَمِهِ عليه السلام: «إنّ أولى الناس بالأنبياء، أعلمهم بما جاءوا به» .
وقد جاءت كلمة «أعملهم» بدل «أعلمهم» في بعض النسخ والكتب التفسيرية، ولكن يستفاد من القرائن المستحصلة، بأن أعلمهم هي الصحيحة، لأن المراد من كلمة العلم، في كلامه عليه السلام، ليس خصوص العلم النظري؛ لكي يتسنّىٰ لأولئك الذين يقرءُونها أعملهم أن يستندوا في ذلك إلى مطابقة الرواية مع الآية القائلة بجعل التبعية العملية هي المحور الأساس. بل إن كلمة العلم يصطلح بها - أيضاً - علىٰ من ينسجم عمله مع قوله؛ كما جاء في إحدى الروايات: «العالم من صدق قوله فعلُه» ، وكذلك قوله تعالى: «إنما يخشى اللّٰهَ من عباده العلماءُ» ؛ هذه الآية والرواية تدلان علىٰ هذه المسألة دلالةً واضحة؛ لأن الخوف مرحلة «عملية» ترتبط بالعقل العملي، ولا علاقة له «بالعقل النظري» .
بعد ذلك يقول الإمام علي عليه السلام في استنطاق الآية الشريفة: «إنّ أولى الناس بابراهيم لَلّذين اتبعوه وهذا النبيّ» ؛ يقول: «إن ولي محمد صلى الله عليه و آله من أطاع اللّٰه وإن بعدت لحمته، وعدوّ محمد صلى الله عليه و آله من عصى اللّٰه وإن قربت قرابته» . وبناءً على ذلك، فإن الإمام يبيّن للجميع، أنه من كان مطيعاً للنبي صلى الله عليه و آله فهو من أقربائه وأوليائه وإن بعدت لحمته. وعدوّه من عصاه ولم يطع أوامره، وإن كان من أقربائه ولحمته.