99وتحدّث أم العلاء: بأنها رأت في المنام لعثمان عيناً تجري، فأخبرت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فقال: ذلك عمله 1.
وحظي عثمان بن مظعون بصلاة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عليه 2، وبمشاركته في تشييعه ودفنه، فقد كان صلى الله عليه و آله و سلم قائماً على شفير القبر الذي نزل فيه كلّ من عبد اللّٰه بن مظعون، والسائب بن عثمان بن مظعون، ومعمر بن الحارث.
ولمّا انتهى الدفن، قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم لرجل: هلمّ تلك الصخرة فاجعلها عند قبر أخي أعرفه بها، أدفن إليه مَن دفنت من أهلي (أهله) ، فقام الرجل فلم يطقها، فاحتملها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم حتّى شوهد بياض ساعديه، ووضعها عند قبره، وقال:
هذا قبر فرطنا، وكان الحجر بمثابة العلامة.
وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يزور قبر عثمان بن مظعون 3.
واتفق أصحاب السير والتاريخ أنّ أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون، إلّانادراً ممّن ذكر أنّ أسعد بن زرارة أول من دفن بالبقيع.
ولم يكن البقيع قبل دفن عثمان مقبرة، وكان يقال له: بقيع الخبخبة، وكان أكثر نباته الغرقد 4.
وروي أنه صلى الله عليه و آله و سلم أمر أن يبسط على قبر عثمان بن مظعون ثوب، وهو أول قبر بسط عليه ثوب 5.
وروي أيضاً أنه صلى الله عليه و آله و سلم رشّ قبر عثمان بن مظعون بالماء بعد أن سوّى عليه التراب 6.
وقيل: إنّ أول مَن تبعه إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، فلمّا توفي قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: الحق بسلفنا (بسلفك) الصالح عثمان بن مظعون، ودفن ابراهيم إلى جنب عثمان 7.
ولمّا ماتت ابنة لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: اِلحقي بسلفنا الخيّر (الصالح) عثمان بن مظعون وأصحابه 8.
وكان إذا مات ميّت قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: قدموه على فرطنا، نعم الفرط لأمّتي عثمان بن مظعون، فيدفن عند عثمان بن مظعون 9.
ولمّا توفي عثمان بن مظعون قالت زوجته:
يا عين جودي بدمعٍ غير ممنونِ