97
وفاته:
نصّ كثير من المؤرّخين: على أنّ عثمان بن مظعون أول من مات بالمدينة من المهاجرين 1.
وأمّا تاريخ وفاته، فإنّه كان بعد أن شهد بدراً، وفي تحديد تاريخ وفاته عدّة أقوال:
(أ) في شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة 2.
(ب) في السنة الثانية من الهجرة 3.
(ج) بعد اثنين وعشرين شهراً من مقدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة 4، وهذا يدلّ على أنه توفي في أواخر سنة اثنتين.
(د) بعد مقدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم إلى المدينة بستة أشهر 5، وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدر، لأنه لم يختلف أحد في أنه شهدها.
وذكرت أم العلاء أنّ عثمان بن مظعون اشتكىٰ عندهم، وقالت:
مرّضناه، فلمّا توفي جعلناه في أثوابه.
فدخل عليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فأكب عليه يقبّله ويقول: رحمك اللّٰه يا عثمان، ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك شيئاً.
وحديث تقبيل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لعثمان وهوميّت نقله الكل وبصور مختلفة، فبعض ذكر أنه قبله - بعد الغسل والتكفين - بين عينيه، والآخر ذكر أنه قبّله على خدّه. وبكىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم على عثمان بن مظعون طويلاً، ودموعه تسيل على خدّ عثمان بن مظعون 6.
وأمّا ما روي من أنه لما مات عثمان دخل عليه النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم فأكبّ عليه، فرفع رأسه، فرأوا أثر البكاء، ثم جثا الثانية، ثمّ رفع رأسه، فرأوه يبكي، ثمّ جثا الثالثة، فرفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنّه يبكي، فبكى القوم، فقال: مه هذا من الشيطان، ثمّ قال:
أستغفر اللّٰه، أبا السائب لقد خرجت منها ولم تلبّس منها بشيء 7.
فغير صحيح، لأنه فيه جعل البكاء من الشيطان، مع أنّه ثبت من طريق الفريقين أنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم بكىٰ على ابنه ابراهيم، وفاضت عيناه على بنت بنته، وأنه بكى على عثمان بن مظعون كما ذكرنا قبل قليل وذكرنا مصادره.
ويؤيّده أيضاً ما روي عن ابن عباس: لمّا ماتت ابنة لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم:
ألحقي بسلفنا الخيّر عثمان بن مظعون، فبكت النساء، فجعل عمر بن الخطاب يضربهنَّ بسوطه، فأخذ