21
إتمَام الحجج في تفسير مَدلول و لا جدَال في الحَج
محمد باقر حجتي
تمهيد:
الحمد للّٰهالذي حرّضنا على الجدال والقتال - في جلّ الأحوال - ضد أولياء كل شيطان محتال، ومنافق بطّال، ومشرك مختال، وقال: «. . . حرّض المؤمنين على القتال. . .» ، و «. . . جاهد الكفار والمنافقينَ واغلُظ عليهم. . .» ، و «. . . فقاتلوا أولياء الشيطان. . .» ، وقال: «. . . وجادلهم بالتي هي أحسن. . .» .
والصلاة والسلام على محمد وجميع انبياء اللّٰه ورسله، الذين جادلوا بالحق ليدحضوا به الباطل، والمشركين فأكثروا جدالهم، وعلى آله الذين أفرغوا جهدهم في دعوة الناس إلى سبيل ربّهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، فبذلوا وسعهم في مجادلة الملاحدة والكفرة فأحسنوا جدالهم.
وبعد، فقد قال عزّ من قائل: «الحجُّ أشهر معلومات فمَن فرض فيهن الحجَّ فلا رفث ولا فسوق ولا جِدال في الحجّ وما تفعلوا من خير يعلمه اللّٰه وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى واتّقون يا أولي الألباب» 1.
قبل أن نتناول تفسير الآية نلقي الضوء على كلمة «جدال» لغة واصطلاحاً الواردة فيها:
ألف - المدلول اللغوي للجدال:
1 - كلمة الجدال، بكسر الجيم من « الجَدْل» ، وللجدل ذكرت المعاني التالية: شدّة الفتل التي هي أصل معنى « الجدل» 2، فالإحكام والفتل هما روح هذه اللغة، ويشكّلان أساسها أيضاً. وسائر المعاني الأخرى التي ذكرت لهذه اللغة في المعاجم وكتب اللغة ترجع إلى هذين المفهومين الذين هما أساسا هذهِ اللغة وتلائمهما. ولهذه المناسبة والملاءمة تطلق كلمة الجديل على « زمام الناقة» الذي يفتل من الأدم أو الشَّعْر، ويعلّق على عنق البعير أو الناقة، كما قال