175الأرض» 1.
وكان الوحي يواكب المعركة والنبيُّ صلى الله عليه و آله و سلم يطمئن أصحابه ويحضهم على القتال: «يا أيها النبيُّ حرّض المؤمنين على القتال، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنَّهم قومٌ لا يفقهون» 2. وبما أن الخبر من المولى - عزّ وجلّ - معناه الأمر؛ لذلك خفّف اللّٰه عن المؤمنين رحمة بهم:
« الآن خفّف اللّٰهُ عنكم وعلِم أنَّ فيكم ضعفاً، فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا ألفين بإذن اللّٰه واللّٰه مع الصابرين» 3.
وكان النصر المبين للمسلمين في بدر.
د - جهاز المشركين: بعد أن نجا أبو سفيان من المسلمين وقد كان بعث إلى قريش لنجدته، تَهيَأت قريش جميعها لنجدته، من دون استثناء.
علماً أن هناك مصدراً يقول بأن بني عدي بن كعب لم يخرج منهم أحد 4.
وتجمع جميع المصادر على أن أبا لهب، عمَّ النبيّ، لم يخرج وبعث مكانه.
جاء في سمط النجوم (ص15) :
« فتجهز الناس سراعاً وقالوا: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا واللّٰه ليعلمن غير ذلك» . وكانوا يشيرون إلى سرية عبد اللّٰه بن جحش رضي اللّٰه تعالى عنه.
وجاء في الطبري: « فلمّا أتى قريشاً الخبر (خبر العير وتعرض محمد لها) نفر لها أهل مكة (ص422) .
وجاء في البوطي: « فبلغ الخبر قريشاً، فتجهزوا سراعاً، وخرج كلهم قاصدين الغزو، حتى إنه لم يتخلف من أشراف قريش أحد، وكانوا قريباً من ألف مقاتل (ص57) .
« ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير ذكروا ما بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب والعداوة وقالوا: نخشى أن يأتونا من خلفنا. وكاد ذلك أن يثبطهم ويثنيهم» 5. وفي هذا دلالة على التردد.
وسارت قريش تريد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وفي طريقهم عرفوا أن العير قد أفلتت من أيدي المسلمين، عندها سرت بلبلة في صفوفهم.
وكانوا قد نزلوا في الجحفة. ورأى أحد المشركين من قرابة رسول اللّٰه رؤية وكأن أئمة الكفر يقتلون. فبلغت هذه الرؤية أبا جهل فقال: « وهذا أيضاً نبيّ آخر من بني المطلب» 6.