153جاء بها موسى عليه السلام.
وينبغي على الأمّة الإسلاميّة أن تسلك طريق الجهاد في سبيل اللّٰه، حتى تستعيد حقوقها وأرضها وعزتها وكرامتها، وتضع حدّاً للعدوان الصهيوني الذي يهدّد السلام والأمن في العالم، ويهدّد المكتسبات المادية والأخلاقية للحضارة المعاصرة. فالصراع الذي تخوضه الشعوب الإسلامية والشعب الفلسطيني بشكل خاص ضدّ الاستكبار العالمي يشهد اليوم اختراقاً خطيراً له ولعالمنا الإسلامي من قبل الصهيونية العالمية واليهودية المنحرفة لم يسبق له مثيل. فقد مهدت قوى الاستكبار لهذا الاختراق منذ وقت ليس ببعيد تحت مظلة ما يسمىٰ بالحكم الذاتي، والذي أطلق عليه اتفاق (غزة - أريحا) ، حيث يشكل طوقاً يحاصر التحرك الإسلامي والفلسطيني، وقد أريد له أن يكون أداةً ناجحةً لتحجيم (ثورة الحجارة الفلسطينية) وتدميرها، بعد أن أربكت القوة العسكرية والأمنية والاقتصادية للكيان الغاصب.
ومن هنا فالمشروع الصهيوني يمثّل أخطر تحدٍّ حضاري تتعرض له الأمة الإسلامية جمعاء عبر تاريخها الطويل ؛ لأن الصهيونية تخشى الإسلام الذي استوعب الدرس التاريخي المتمثل بسر انتصار المسلمين ووحدتهم، فلابدّ من إنهاء الوجود الصهيوني الشرير الذي يسعىٰ للسيطرة على العالم واستعباد البشر ونهب ثروات الشعوب وإذلال العباد .
الهوامش:
النواحي العمرانية لمكة المكرّمة على مرّ العصور
عباس المهاجر
أولاً: الناحية العمرانية في عهد قريش:
إن العمران في مكّة لم يزد عن مضارب من الشعر، كانت تتلاصق أو تتباعد في حواشي الوادي، وبين ليات جباله، وما إن أَطلّ العهد الذي ندرسه - عهد حكومة قريش - حتى كانت المضارب من الشعر قد حلّت محلّها البيوت المرصوصة بالحجر، أو المبنيّة بالطين والحجر فيما يحاذي المسجد، أو بالطين التيء وحده على حوافي الأباطح في أعلى مكة، أو على شواطئ المسيل في أسفلها.