107
ما هي الاستطاعة، ومن هو المستطيع؟
جعفر شهيدي
يقول تعالى: «وللّٰه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً» 1.
يؤم مئات الآلاف من المسلمين مكّة سنوياً، استجابةً لهذه الدعوة الإلهيّة؛ فيقصدون بيت اللّٰه لأداء فريضة الحج.
ومن الواضح أنَّ هؤلاء الذين ينزلون جدّة، ومدينة الحاج - بعد أن يقطعوا المسافة بمختلف وسائط النقل، من طائرة وباخرة إلى السيارة - يعدّون أنفسهم من المستطيعين، الذين وجبت عليهم هذه الفريضة الإلهية.
لقد بلغَ من سموّ هذه الفريضة، وأهميّتها، أن لا يقتصر توكيدها في حدود أداء التكليف الواجب وحسب، وإنما امتد ليشمل حالات الاستحباب والندب.
فالحجُّ أمانة إلهية، فهو - في ثقافة المسلمين ووعيهم - الركن الرابع من أركان الدين، بعد الصلاة والزكاة والصوم.
فعن الامام أبي جعفر عليه السلام قال: « بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج. . .» 2لذلك ن قرأ في توكيد الحجّ: « مَن ماتَ ولم يحجّ حجة الإسلام، ولم يمنعه عن ذلك حاجة تجحف به؛ أو مرض لا يطيق الحج من أجله؛ أو سلطان يمنعه، فليمت إن شاء يهودياً، وإن شاء نصرانياً» 3.
وفي «دعائم الإسلام» عن الإمام الصادق، أنّه عليه السلام سُئل عن رجلٍ له مال لم يحج حتى مات، قال: هو ممَّن قال