162
خواطر من الحجِّ عند بيت المولي
تأليف: علي الكوراني
. . . كانت ليلة في السيارة إلي مكّة أين منها النهار. . .
فيها نقاط التفتيش. وفيها طعام المحرمين. وفيها بعض الأحاديث والأسئلة عن أحكام الإِحرام، ولكنها جميعا اكتست بجلال الخشوع ونور السكينة. . حتي ذكرهم للحسين عليه السلام صار من جو التلبية والإِحرام. فقد عاشوا معه محرما في طريقه إلي مكة. ثم محرما في كربلاء يلبي فيقول:
تركت الخلق طراً في هواكا
وحتي إغفاءات الحجاج في آخر الليل كانت هادئة ناعمة، تقول الروح للجسد فيها:
خذ راحتك، نم في هذه الطمأنينة الإِلهية فأنا وملائكتك يقظي. . فيغفو الجسد مطمئنا حتي إذا سمع التلبية أفاق، ولبي مع روحه ورفقائه والملائكة. .
هنا أول مكة. . ونظر الحجاج فرأوا شارعا ممتدّاً وأمامه جبال ينبعث من ورائها بهاء نور. . فرفعوا أصواتهم بالصلاة علي النبيِّ وآله. . .
هدَأتِ الأصوات حتي عن التلبية. فقد وصلوا إلي حرم المولي. وتطّلعت إليه الأنظار والقلوب. . تريد أن تري كلَّ شيء في مكة وتتحسسه. حتي المباني والشوارع والجبال والهواء. . .
بسم الله وبالله. ومن الله وإلي الله. . ما شاء الله، وعلي ملّة رسول الله، صلّي الله عليه وآله. وخير الأسماء لله. والحمدلله. .
السلام علي رسول الله محمد بن عبد الله. .
السلام عليك أَيها النبيُّ ورحمة الله وبركاته. .
السلام علي أنبياء الله ورسله. .
السلام علي إبراهيم خليل الرحمان. .
السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين. .
اللهم افتح لي أبواب رحمتك. واستعملني في طاعتك ومرضاتك. واحفظني بحفظ الايمان أبداً ما أبقيتني، جل ثناء وجهك. .
الحمدُ لله الذي جعلني من وفده وزواره، وجعلني ممن يعمر مساجده، وجعلني ممن يناجيه.
اللهم إني عبدك وزائرك في بيتك، وعلي كلّ مأتي حقّ لمن أتاه وزاره، وأنت خير مأتي وأكرم مزور. فأسألك يا الله يا رحمان بأنك أنت الله لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك وبأنك واحد أحد