191و إن أثم و لو كان ناسيا أو جاهلا فلا شيء عليه- إن لم يعلم بالحكم قبل الغروب و إلا وجب العود مع الإمكان فإن أخل به فهو عامد و أما العود بعد الغروب فلا أثر له
و يكره الوقوف على الجبل
بل 1في أسفله بالسفح- و قاعدا أي الكون بها قاعدا- و راكبا بل واقفا و هو الأصل في إطلاق الوقوف على الكون إطلاقا لأفضل أفراده عليه- و المستحب 272 المبيت بمنى ليلة التاسع إلى الفجر احترز بالغاية عن توهم سقوط الوظيفة بعد نصف الليل كمبيتها ليالي التشريق و لا يقطع محسرا بكسر السين و هو حد منى إلى جهة عرفة حتى تطلع الشمس و الإمام يخرج من مكة إلى منى قبل الصلاتين الظهرين- يوم التروية ليصليهما بمنى و هذا كالتقييد 2لما أطلقه سابقا من استحباب إيقاع الإحرام بعد الصلاة المستلزم لتأخر الخروج عنها- و كذا 273 ذو العذر كالهم و العليل و المرأة و خائف الزحام و لا يتقيد خروجه بمقدار الإمام كما سلف بل له التقدم بيومين و ثلاثة- و الدعاء عند الخروج إليها أي إلى منى في ابتدائه- و عند الخروج منها إلى عرفة و فيها بالمأثور- و الدعاء بعرفة - بالأدعية المأثورة عن أهل البيت ع خصوصا دعاء الحسين و ولده زين العابدين ع و إكثار الذكر لله تعالى بها- و ليذكر إخوانه بالدعاء و أقلهم أربعون «روى الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادا يده إلى السماء و دموعه تسيل على خديه حتى تبلغ الأرض فلما صرف الناس قلت يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال و الله 274 ما دعوت فيه إلا لإخواني و ذلك لأن أبا الحسن موسى ع أخبرني أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش و لك 3مائة ألف ضعف مثله و كرهت أن أدع مائة ألف ضعف لواحدة- 4لا أدري تستجاب أم لا» «و عن عبد الله بن جندب قال: كنت في الموقف فلما أفضت أتيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه و كان مصابا بإحدى عينيه و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك و أنا و الله مشفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء قليلا قال لا و الله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم دعوة قلت فلمن دعوت 275 قال دعوت لإخواني لأني سمعت أبا عبد الله ع يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول و لك مثلاه فأردت أن أكون أنا أدعو لإخواني و الملك يدعو لي لأني في شك من دعائي لنفسي و لست في شك من دعاء الملك لي» ثم يفيض أي ينصرف و أصله الاندفاع بكثرة أطلق على الخروج من عرفة لما يتفق فيه من اندفاع الجمع الكثير منه كإفاضة الماء و هو متعد لا لازم أي يفيض نفسه
بعد غروب الشمس
المعلوم بذهاب الحمرة المشرقية بحيث لا يقطع حدود عرفة حتى تغرب- إلى المشعر الحرام مقتصدا متوسطا- في سيره داعيا إذا بلغ الكثيب الأحمر - عن يمين الطريق بقوله- : اللهم ارحم موقفي و زد في عملي و سلم لي ديني و تقبل مناسكي- اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف و ارزقنيه