13قال الطبرسي: هذا القول أقرب للصواب، لأنا أمرنا أن نفتتح أمورنا بتسميةالله، كما أمرنا بالتسمية على الأكل والشرب والذبائح، ألا ترى أنّ الذابح إذا قال: بالله، ولم يقل: باسم الله، لكان مخالفاً لما أمر به. 1
فالمؤمن في كلّ حال يذكر الله سبحانه، بخلاف المنافق؛ قال سبحانه: ( نَسُوا اللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ)، 2
4. ما هو المراد من الاسمين: الرحمن الرحيم؟
قوله: ( اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ) ، كلاهما من صفات الله سبحانه، وأسمائه الحسنى، والكلام يأتي في معنى الرحمة، فالظاهر من الطبرسي أنها بمعنى النعمة، فقال عند تفسير البسملة وبيان لغتها: ( اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ) ، اسمان وضعا للمبالغة، واشتقا من الرحمة، وهي النعمة، إلا أنّ (فعلان) أشدّ مبالغة من (فعيل). 3
وعلى هذا فكلا اللفظين بمعنى المنعم مع تفاوت بينهما، كما سيوافيك.
وأمّا على القول بأنّ الرحمة بمعنى رقّة القلب وتأثره بما يطرأ عليه من الحوادث المؤلمة، كما لو سمع ببكاء يتيم جائع، فيرقّ له قلبه ويقوم