22
نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّٰمُ الْغُيُوبِ ، 1 وذلك أنّ علماء النصارى يتبنّون التثليث وينسبونه إلى عيسى بن مريم وأنّه دعا إلى إلهين آخرين من دون الله وهما نفسه وأمُّه.
ومن المعلوم أنّ النفي والإثبات يردان علىموضوع واحد وهو ادّعاء النصارى أنّ ثمّة إلهين وراء الله سبحانه هما: المسيح وأمُّه، وردّ سبحانه على تلك المزعمة بأنّ الإله واحد لا غير.
فعندئذٍ لا يمكن تفسير الإله بمعنى المعبود، إذ الكلام يتعلّق بمقام الذات وأنّه كثير أو واحد لا بموضع المعبودية.
ونظيرها الآية التالية قال سبحانه: يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لاٰ تَقُولُوا عَلَى اللّٰهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّٰهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ وَ لاٰ تَقُولُوا ثَلاٰثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللّٰهُ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ سُبْحٰانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ وَكِيلاً. 2
وحصيلة الكلام هو أنّ الاختلاف والنزاع بين أهل التوحيد وأهل الكثرة راجع إلى وحدة ما يشار إليه بلفظ الجلالة أو تعدّده. وأنه هل