16
أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً .
1
3. قوله سبحانه: قُلْ لَوْ كٰانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمٰا يَقُولُونَ إِذاً لاَبْتَغَوْا إِلىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً. 2 فإنّ ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدّد الخالق، أو المدبّر المتصرّف، أو من بيده أزمّة أمور الكون، أو غير ذلك ممّا يرسمه في ذهننا معنى الأُلوهية، وأمّا تعدّد المعبود فلا يلزم ذلك إلاّ بالتكلّف الذي أشرنا إليه فيما سبق.
الرابع: الملازمة بين الألوهية وعدم ورود النار
قوله تعالى: إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهٰا وٰارِدُونَ لَوْ كٰانَ هٰؤُلاٰءِ آلِهَةً مٰا وَرَدُوهٰا. 3
والآية تستدلّ بورود الأصنام والأوثان في النار على أنّها ليست آلهة، إذ لو كانوا آلهة ما وردوا النار. والاستدلال إنّما يتمّ لو فسّرنا الآلهة بما أشرنا إليه، فإنّ خالق العالم أو مدبّره والمتصرّف فيه أو من فوّض إليه أفعال الله، أجلّ من أن يُحكَم عليه بالنار أو أن يكون حصبَ جهنّم.