7هذا شيء قليل من أعمال المتطرّفين عبر قرون، وتحاملهم على رجال العلم والإصلاح من دون دليل وبرهان.
ونقتصر بذلك ولا نرجع إلى الأعمال الإجرامية الّتي حدثت في القرون الوسطى.
وممّا يدلّ على جهل المتعصّبين بمعايير الإيمان والكفر أنّهم كفّروا الأشاعرة أو قتلوهم في أُمور لاتمتّ إلى الإيمان والكفر، وإنّما هي مسائل كلامية نظير الصفات الخبرية - أعني: العين واليد والاستواء لله سبحانه - فالحنابلة يأخذون بها في المعنى اللغوي كما مرّ في بيان الراضي العباسيّ، والأشاعرة من أهل التنزيه يفسّرونها بوجه لا يوجب التشبيه والتجسيم، وقد مرّ أنّهم آذوا إمام المسجد بحجة أنّه يجهر بالبسملة. والجهر بها أو القنوت في صلاة الفجر - اللّذان آذوا بهما إمام المسجد- حكم فرعي خاضع للاجتهاد، فللمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد، وإمام المسجد لم يكن خارجاً عن أحدهما.
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً .
2. إدانة تكفير أهل القبلة على لسان النبي صلى الله عليه وآله
إنّ للإيمان والكفر معايير واضحة في الكتاب والسنّة، ولم تفوَّض تلك المعايير إلى أحد حتّى يكفّر من شاء ويعدّ من شاء مؤمناً، وإنّما يتبع كون الرجل مؤمناً أو كافراً تلك المعايير الّتي وردت في الكتاب والسنّة، وحفلت بذكرها كتب العلماء والمفسّرين وعلماء العقائد.
وممّا يؤسف له أنّ أدعياء العلم والاجتهاد يكفّرون أُمّة كبيرة من المسلمين بلا دليل ولا برهان وإنّما يتّبعون الهوى، كما سيظهر.
وأمّا إدانة رسول الله صلى الله عليه وآله، كلّ مَن يكفّر أهل التوحيد فتظهر من كلامه حول قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً .
1. روى البخاري عن أُسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله، إلى الحُرَقة [من جُهَينة ]فصبَّحْنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلمّا غشيناه قال: لا إله