45من هنا لابدّ من إعلان النفير العام في جميع أوساط الأُمة، وخاصّة العلماء والقيادات الفكرية والاجتماعية، ضدّ هذا الخطر الماحق، والوباء الفتّاك، ولا يصحّ أبداً أن تتاح للتكفيريين فرصة الاستفادة من مجال الاختلافات المذهبية والسياسية؛ للعبث بواقع الأُمّة، وتهديد مستقبلها، وتشويه صورة الإسلام أمام العالم.
وأُطالب جميع المخلصين من علماء الأُمة، وقياداتها الواعية، بتحمل المسؤولية أمام الله والتاريخ تجاه هذا التحدي والخطر الكبير، ضمن النقاط التالية:
1. إظهار الموقف الشرعي الواضح والصريح بإدانة التكفير لأحد من أهل القبلة على أساس الاختلافات المذهبية والعقدية المعروفة في الأُمة. وتحريم وتجريم ممارسات العنف والإرهاب.
2. تحذير أبناء الأُمة وتوعيتهم عبر مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، ومنابر الخطاب الديني، من شر وخطر هذه الاتجاهات التكفيرية، فهي أعظم منكر يجب النهي عنه والوقوف أمامه في هذا العصر.
3. نشر ثقافة الإسلام، وتعاليمه السامية، في التآخي والرحمة والمحبة والتسامح، بين المسلمين، بل بين أبناء البشرية جمعاء، فالناس صنفان أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، كما قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
4. الجدّية في الحوار والتقارب والتواصل بين قادة المذاهب الإسلامية، وزعامات الأُمّة، وفاعليات مجتمعات المسلمين.
5. استمرار بذل الجهود وتضافر القوى لمواجهة تيارات التكفير عبر انعقاد المؤتمرات، والنشاط العلمي والإعلامي، وتشكيل لجان المتابعة للقرارات والمقترحات.
فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .