33يقول الدكتور عبدالملك السعدي: إنّ النهي عن شدّ الرحال إلى المساجد الأُخرى لأجل أنّ فيه إتعاب النفس دون جدوى أو زيادة ثواب؛ لأنّه في الثواب سواء، بخلاف الثلاثة لأنّ العبادة في المسجد الحرام بمائة ألف، وفي المسجد النبوي بألف، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة، فزيادة الثواب تحبّب السفر إليها وهي غير موجودة في بقية المساجد.
5- قبض اليد اليسرى باليمنى في الصلاة
اتّفق فقهاء السنة - إلاّ مالك - على أنّ القبض سنّة وليست بفريضة، وقال مالك: يندب إسدال اليدين في الصلاة، ونقل عن الأوزاعي التخيير بين القبض والسَّدل.
ومع ذلكترى أنّ المتزمّتين يؤاخذون مَن ترك القبض، مع أنّ أبا حُميد الساعدي أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله، عرض صلاة النبي صلى الله عليه وآله على أصحابه وذكر عامّة خصوصيات صلاته ولم يذكر فيها القبض.
روى البيهقي عن أبي حميد الساعدي: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: لِمَ، ما كنت أكثرنا له تبعاً ولا أقدمنا له صحبة؟ ! قال: بلى، قالوا: فأعرض علينا، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتّى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبّر حتّى يقرّ كلّ عضو منه في موضعه معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبّر ويرفع يديه حتّى يحاذي بها منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبته. . . إلى أن قال:
فلما عرض صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه قالوا جميعاً: صدق، هكذا كان يصلّي رسول الله صلى الله عليه وآله.
إلى هنا تمّ الكلام في البدعة وقد أشبعنا الكلام فيها في كتابنا: «البدعة حدّها وآثارها» فمن أراد التفصيل فليرجع إليه.
وإنّما الغرض هنا الإشارة إلى العوامل الّتي صارت سبباً لتكفير المسلمين.