32
3- الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وآله:
ومن دعا إلى الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله في أي قرن من القرون، فقد انطلق من حبّ النبي صلى الله عليه وآله الّذي أمر به القرآن والسنّة.
وها نحن نذكر كلمة واحدة من الكلمات الكثيرة لعلماء أهل السنّة، حول الاحتفال بميلاد النبيصلى الله عليه وآله.
يقول الديار بكري: لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده، ويعملون الولائم، ويتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في الميراث، ويعتنون بقراءة المولد الشريف، ويظهر عليهم من كراماته كلّ فضل عظيم.
4- شدّ الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله:
ممّا يثير غضب الوهابيين وأخصّ بالذكر الفئة التكفيرية، شدّ الرحال لزيارة قبر النبي الأكرمصلى الله عليه وآله، الّذي سار عليه المسلمون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا، وأنّ الناس لم يزالوا في كلّ عام إذا قضوا مناسك الحجّ يتوجهون إلى المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله، وهذا شيء لا ينكره إلاّ المكابر، ثم إنّ الفئة التكفيرية تستدلّ على التحريم بالحديث التالي:
«لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى» .
وهؤلاء المتزمّتون حُرموا فهم الحديث، فإنّه لا صلة له بالسفر لزيارة النبي صلى الله عليه وآله، وذلك لأنّ المستثنى منه محذوف وتقدير الحديث: «لا تشدّ الرحال إلى مسجد من المساجد إلاّ إلى ثلاثة مساجد» .
فالموضوع في المستثنى منه والمستثنى هو المسجد لا غير، ونحن نقول أيضاً: لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد.
وأين هو من شدّ الرحال إلى زيارة النبي أو أحد الأولياء، أو شدّ الرحال إلى صلة الأرحام أو الدراسة في الجامعات؟ فكلّ هذا خارج عن مدلول الحديث من غير فرق بين المستثنى والمستثنى منه.