31وقد تضافرت الروايات على حبّ النبي صلى الله عليه وآله.
ولاشك أنّ الاتّباع من مظاهر الحبّ، ولكنّه لا يختصّ بالاتّباع بل له آثار في حياة المحبّ كأن يزور محبوبه ويكرمه ويعظمه.
ومن المعلوم أنّ المطلوب ليس الحبّ الكامن في القلب من دون أن يُرى أثره في الحياة الواقعية، وعلى هذا يجوز للمسلم القيام بكلّ ما يُعدّ مظهراً لحبّ النبي صلى الله عليه وآله شريطة أن يكون عملاً حلالاً بالذات ولا يكون منكراً في الشريعة، ويمكن أن يتجلّى الحبّ بالأُمور التالية:
1- مدح الرسول صلى الله عليه وآله، نظماً ونثراً
وقد تفجّرت قرائح الشعراء بمدح النبي ضمن قصيدة وقصائد لو جمعت في كتاب لصار موسوعة، وهذا هو كعب بن زهير ينشئ قصيدة مطوّلة في مدح الرسول صلى الله عليه وآله منطلقاً من حبّه له ويلقيها على روؤس الأشهاد والنبي صلى الله عليه وآله بينهم ويقول:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ
متيّم إثرها لم يُفدَ مكبولُ
إلى أن قال:
إنّ الرسول لنور يستضاء به
مهنَّد من سيوف الله مسلولُ
2- تقبيل كلّ ما يمتّ إلى النبي صلى الله عليه وآله
تقبيل كلّ ما يمتّ إلى النبي صلى الله عليه وآله بصلة، كباب داره وضريحه وأستار قبره، انطلاقاً من مبدإ الحب الّذي عرفته وهذا أمر طبيعي فكلّ مَن يقبّلون ضرائح الأولياء وأبواب قبورهم فإنّما ينطلقون من مبدإ الحب.
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وآله، فيضعها على فيه يُقبّلها، وأحسب أنّي رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.
وعلّق الحافظ الذهبي على ذلك قائلاً: أين المتنطع المنكر على أحمد؟ وقد ثبت أنّ عبدالله سأل أباه عمّن يلمس رُمّانة منبر النبيّ صلى الله عليه وآله، ويمسّ الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك باساً، أعاذنا الله من رأي الخوارج، ومن البدع.