93يخلّ بظن محاذاة الجرم اللطيف، فيمتنع اشتراطه فى الصلاة» 1.
وبعد أن اتفقت كلمتهم على أن الكعبة - عيناً - قبلة من كان داخل المسجد الحرام، اختلفوا في كون الحرم قبلة مَن بَعُدَ أو نأى على قولين كما في التقسيم التالي:
الأول:
عين الكعبة قبلة لمن كان داخل المسجد الحرام وهو محلّ اتفاق بينهم.
المسجد الحرام قبلة لمن كان خارج المسجد الحرام أي في الحرم.
الحرم قبلة لمن كان بعيداً عن الحرم، ولمن نأى عنه.
وهذا التقسيم ذهب إليه جمع من المتقدمين منهم الشيخ المفيد في المقنعة - باب القبلة، والشيخ الطوسي في كتبه، وابن حمزة في الوسيلة، وسلار في المراسم، وابن البراج في مهذبه، وآخرون. . . وقد استدلوا على مختارهم هذا بروايات:
فعن الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ اللّٰه تبارك وتعالى جعل الكعبة قبلةً لأهل المسجد، وجعل المسجد قبلةً لأهل الحرم، وجعل الحرم قبلةً لأهل الدنيا» 2.
وفي رواية: البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة للناس جميعاً 3.
وفي أُخرى. . ما بين المشرق والمغرب قبلة كلّه.
وأيضاً النبوي المروي عن الاحتجاج للطبرسي بإسناده الى العسكري عليه السلام في احتجاج النبيّ صلى الله عليه و آله على المشركين، قال فيه: «فلما أمرنا أن نعبده بالتوجه الى الكعبة أطعنا، ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان، التي نكون بها فأطعناه، فلم نخرج في شيء من ذلك عن أمره» 4.
وإن كان هذا النبوي صريحاً في المراد أعلاه، إلّاأنّ ظاهره يصلح مؤيداً أيضاً لما ذهب إليه جمع آخر من الفقهاء من أن الحرم لم يذكر قبلةً لمن بَعُدَ عنه، إلّاأن العاملي بعد ذكره لهذه الأحاديث يقول: . . وقد ذكر بعض المحققين أنه لا نزاع هنا ولا اختلاف بين أحاديث هذا (الباب 3 والذي قبله، الباب 2 من أبواب القبلة) 5