81من تلك الزيارة لاحظت عملية هدم تلك البقعة والبيوت والسوق، التي كانت حولها بحجّة توسيع المسجد والساحات التي حوله، فضُمَّت تلك الدار الى الساحة الكبيرة، عند الجهة الغربية للمسجد، فَتمَّ بذلك إزالة دار النابغة تماماً، والتي كانت تضمّ قبر عبداللّٰه بن عبدالمطلب والمسجد الذي فيها بعد صمودها أربعة عشر قرناً.
مكان دَفن عبداللّٰه قبل التخريب:
كما أشرنا سابقاً فقد تحدّث مؤرخو المدينة والكتّاب في القرون الأخيرة - كما كان شأن المؤرخين في القرون الأولىٰ - عن مكان دفن عبداللّٰه، سواءٌ أكان ذلك الحديث طويلاً مُسهباً أو قصيراً موجزاً. ومن جملة اُولئك علي حافظ وهو كاتب من أهل المدينة، حيث كتب في ذيل كتابه الموسوم ب «قبر والد النبيّ صلى الله عليه و آله» يقول:
«ودُفِنَ في المدينة المنوّرة وقبره معروف لدىٰ أهل المدينة بزقاق الطّوال» 1.
وكتب إبراهيم رفعت باشا المصريّ يقول: «من الأضرحة التي في خارج البقيع، ضريحٌ لعبداللّٰه بن عبدالمطلب والد النبيّ وهو بداخل المدينة» 2.
وأشار الكتّاب الفرس كذلك الىٰ مَدفن عبداللّٰه باعتباره بقعة طاهرة من بقاع المدينة، من أمثال: فرهاد ميرزا 3، ونائب الصدر الشيرازي 4والسيد إسماعيل المرندي 5وعدد آخر من كُتّاب الرحلات.
وعند تشرُّف حسام السلطنة بزيارة مكة عام (1297ه) كتب قائلاً:
«خرجتُ من منزلي في يوم الاثنين العاشر من محرّم قاصداً زيارة مقبرة جناب عبداللّٰه والد الرسول صلى الله عليه و آله وكذلك زيارة أئمة البقيع عليهم السلام، وتقع مقبرة ذلك الرجل العظيم في سوق الطوال على يسار الزقاق، وتحتوي المقبرة المذكورة علىٰ فناء صغير يُقابله إيوان. وتقع باب المقبرة في يسار فضاء الإيوان. كانت الباب مُغلقة، وانتظرنا مدة من الوقت حتىٰ تمَّ إحضار السادن، ففتح الباب ودخلتُ البقعة وبدأنا بأداء مراسم الزيارة، وتحتوي المقبرة علىٰ ضريح من الخشب، وتُحيط بمضجعه الشريف قماشة وردية مُطرّزة، قامت بخياطتها