6بأيدينا، ودفنا هذا الكنز، كنز أسرار الخلق، فكذلك الحج أصبح أسيرَ هذا القدر، قدر أن الملايين من المسلمين يجتمعون كلّ سنة ويضعون أقدامهم محل قدم محمد وإبراهيم وإسماعيل وهاجر ولا يوجد أحد يسأل ماذا فعل إبراهيم ومحمد؟ ما هو هدفهما؟ ماذا طلبا منّا؟ وهذا ما لا نفكر فيه!
من المسلّم أن حجّاً دون معرفة ووعي ودون روح ودون حركة ونهوض، وحجّاً دون براءة، وحجّاً دون وحدة، وحجاً لا ينتج هدماً للكفر والشرك، ليس حجّاً. وخلاصة الأمر أنه يجب علىٰ جميع المسلمين السعي لأجل تجديد حياة الحج والقرآن وإعادتهما ثانية إلىٰ ساحة حياتهم، وعلى المحققين المؤمنين بالإسلام أن يبينوا التفاسير الصحيحة والواقعية لفلسفة الحج، ويرموا في البحر كلّ نسيج خرافات وادعاءات علماء البلاط. .
وإنني اُوصي جميع العلماء المحترمين والكتاب والمتحدّثين الملتزمين أن يوضّحوا لجميع المسلمين وخاصة الحجاج منهم أهداف هذه الفريضة المقدّسة. . كما أني أوصيهم بتعليم الحجاج مناسك الحج وكيفية أدائها بشكلها الصحيح حتىٰ يكون عملهم خالياً من الأخطاء، وعدم الاكتفاء بأننا أدينا الفريضة وأنجزنا الواجب كيفما كان، فإنّ الأخطاء في هذه الفريضة تترك آثاراً واشكالات علىٰ صحتها قد تكلفهم وقتاً وجهداً مضاعفاً لتصحيحها. .