49للأثر، يريد يقص فيه الأثر، ولعلّ من نقل أنّ قرناً جبل مطل على عرفات قد اشتبه عليه قول الأصمعي، أو أنّ الأصمعي أراد أنّ مقص قرن، ومقص قرن هو ما يعرف اليوم باسم القرين، وجبل الرحمة وجبل عرفات 1.
أما صاحب مراصد الاطلاع 2فإنّه قال: قرن: بالفتح ثم السكون قيل: هو سبعة أودية، وقيل جبل مطل بعرفات، نعم قال: مقص قرن: مطل على عرفات تبعاً لياقوت الحموي في معجم البلدان.
وبعد أن تبين أنّ القائل: إنّه جبل يطل على عرفات هو المطرزي في المغرب، وتبعه الفيومي في المصباح دون غيرهما من أصحاب اللغة، وعلى خلاف أكثر أهل اللغة، الذين صرحوا بأنّ قرن المنازل هو قرية أو وادٍ أو موضع.
ويحتمل في كلام المطرزي سقوط الواو العاطفة وأنه أراد: والقرن ميقات أهل نجد، وجبل مشرف على عرفات من باب ذكر المعاني المترادفة لمعنى القرن، كما في عبارة الفيروزآبادي 3حيث قال: قرن جبل مشرف على عرفات، وميقات أهل نجد وهي بلدة عند الطائف، أو اسم الوادي كلّه، وبعد سقوط الواو من كلام المطرزي إما نسياناً منه أو من النساخ جرى عليه من تبعه كالفيومي وغيره. وليس ذلك بدعاً فإنّ الجوهري غلط في المقام غلطتين اتفقوا على تخطئته فيهما وهما تحريك قرن، ونسبة أويس القرني إليه، فتكون للفيومي غلطتان أيضا أحدهما أنّ قرن المنازل هو قرن الثعالب، والأخرى أنّه جبل مشرف على عرفات، وما ذلك إلّا لعدم التدقيق والنقل بلا تحقيق.
منشأ التوهم:
ولن نتعرض إلى أوهام الفقهاء وأهل الحديث فإنّهم يرجعون كما هو الظاهر من كلامهم إلى أهل اللغة، فمثلا قال حسين بن محمد سعيد بن عبد الغني المكي الحنفي في حاشيته الموسومة ب (إرشاد الساري إلى مناسك الملا علي القاري 4عند قوله: وهي قرية عند الطائف، قال: قال في المغرب: وقرن ميقات أهل نجد) جبل