41القاضي عياض 1: وهو قرن أيضاً غير مضاف، وأصله الجبل الصغير.
أما إضافته للمنازل فلعله كما قال الشيخ الفضلي 2: إنه القرن الوحيد الواقع في منازل الطريق بين مكة والطائف المار بالنخلة اليمانية.
لكن الذي يبعد هذا الاحتمال ما سيأتي من أن قرن المنازل ليس جبلاً بل هو اسم الوادي أو القرية، وهما معروفان حتى الآن بهذا الاسم، إلا أن يقال: إنّ تسمية القرية والوادي باسم قرن المنازل؛ لوجود قرن فيها أو قريباً منها.
الثاني: من اقتران المنازل إذ هو المنزل الذي يقرن عنده منازل الطريق القادم من نجد والطائف ومنازل الطريق القادم من العراق، فيجتمع عنده الحجاج كما سمي حج القران بذلك؛ لاقتران الحج بالعمرة، أو لاقتران الحج بالهدي، ويقال: قرن بين الحج والعمرة.
ويؤيد هذا ما ورد من اختلاف الروايات في أن قرن المنازل ميقات لأهل نجد، وبعضها أنه ميقات لأهل الطائف، وبعضها أنه ميقات لإهل اليمن.
ويؤيد هذا أيضاً ما حكاه الحموي في معجم البلدان 3عن تعليق القابسي: مَن قال: قرن بالإسكان أراد الجبل المشرف على الموضع، ومَن قال: قرن بالفتح أراد الطريق الذي يفترق منه، فإنّه موضع فيه طرق مختلفة مفترقة.
ويؤيد ذلك ما ذكره الحموي في معجم البلدان أيضاً 4نقلاً عن أبي زيد الكلابي: نخلة وادي من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين، إحدى الليلتين من نخلة يجتمع بها حاج اليمن وأهل نجد ومن جاء من مثل الخط وعمان وهجر ويبرين واليمن، فيجتمع حاجهم بالوباءة وهي أعلى نخلة وتسمى اليمانية.
قال ابن السكيت في شرح قول المتلمس 5:
لن تسلكي سبل البوباة منجدة
ما عاش عمرو وما عمرت قابوس
قال: البوباة: ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر صاحبها إلى العراق.