182
مهمّات مشبوهة في الديار المقدّسة (3)
حسن السعيد
يهود ونصارىٰ متنكّرون بثياب عربيّة. . وأسماء إسلامية!
مع تزايد قوّة أوروپا، في القرون المتأخّرة، وضعف العالم الإسلامي. . انطلقت في الغرب موجة من الاهتمام الظاهري بما هو عربي قادم من جزيرة العرب، وأخفىٰ ذلك الاهتمام الحقيقي الناتج عن اعتبارات سياسية واستراتيجية.
وبدا للحظة من الزمن أنّ همّ الاُوروپيين منصرف للتعرّف على الأماكن المقدّسة بالذات، ومحاولة رصد تحصيناتها، ومعرفة طبائع السكّان وتقاليدهم، والتعرّف على المراسيم الدينية كالحجّ، ودورها في حياتهم (1) .
وفي هذا الاتجاه، انتهينا في الحلقتين السابقتين إلى ما خلاصته:
في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر، كانت قد توفّرت لدى الغربيين المعلومات الأساسية عن شبه جزيرة العرب: عن المدينتين المقدّستين & ، واليمن والبدو.
كما أنّ من الواضح أنّ «دي فارتيما» وحده كان، حتى هذا التاريخ، هو الرائد،