165إخصاب ديانا وإخصاب الأرض كان خلفاء فربيوس - وهم كهنة الصائدة وأزواجها - يستبدل بهم جميعاً واحداً بعد واحد أي عبد قوي يعوذ نفسه بغصن (يسمىٰ عندهم بالغصن الذهبي) يأخذه من شجرة البلوط المقدّسة إحدى أشجار الأيكة ويهاجم الملك ويذبحه. وقد بقيت هذه العادة إلى القرن الثاني بعد ميلاد المسيح» 1.
أمّا رومة المسيحية فقد اتخذت أشكالاً أُخرىٰ وأنواعاً من الحج سنتحدّث عنها في (الحجّ في الديانة المسيحية) وفي وقت آخر إن شاء اللّٰه تعالى.
الحجّ في الحضارة الهندية
أمّا الهند فلا يمكن استيعابها بأسرها؛ لكثرة السكان واختلاف اللغات والأديان، فهي ليست أمّة واحدة كمصر أو بابل أو رومة، بل هي قارة بأسرها.
لقد تعدّدت الأديان في الهند، وأخذت عقائدها الدينية ما يمثِّل كل مراحل العقيدة من الوثنية البربرية إلى أدقّ وحدة في الوجود وأكثرها روحانية منذ عام 2900ق. م إلى يومنا هذا. .
لقد وضع الهنود لهم أعياداً سنوية كغيرهم من الاُمم، وبعض هذه الأعياد يصاحبها حج إلى معبد أو ضريح أو هيكل معيّن، وممارسة بعض الطقوس والشعائر المتعلّقة به، كما وجدنا ذلك عند بقية الاُمم، فغالباً ما يكون الحج مصحوباً بعيد سنوي ديني.
والهنود قلّدوا ما قبلهم من الأقوام، الذين نطقوا باللغة السنسكريتية، ووضعوا الأدعية والصلاة وغيرها بتلك اللغة «فكانوا يسيرون مواكب عظيمة أو أفواجاً من الحجّاج، قاصدين الأضرحة القديمة، ولم يكونوا ليفهموا ما يُقال من عبارات الصلاة في تلك المعابد؛ لأنّها كانت تقال «بالسنسكريتية» ، لكنّهم كانوا يفهمون الأوثان، فيزينونها بالحُلى ويطلونها بالطلاء، ويرصعونها بكريم الأحجار، وكانوا أحياناً يُعاملونها كأنّها كائنات بشرية. .» 2.