158ونمرود وماري وغيرها، وكانت هذه أماكن مهمّة (للحج) في أعياد رأس السنة المعروفة عندهم آنذاك على ما يبدو. .
«ويشير لنزن H. Lenzen ، وهو حُجة في موضوع الزقورة، ويؤكد أن المعبد العالي - أعلى الزقورة - لم يكن مجرّد مكان لاستراحة المعبود، بل أن طقساً حقيقياً كان يتمّ إجراؤه هناك. ولذا فقد كانت الزقورة بهذا المعنى «مذبحاً عظيماً» وفي داخل المعبد، قريباً من قاعدة الزقورة، كانت غُرفة الإلٰه الرئيس، وعدد من المصليات الصغيرة بالنسبة للمعبودات المرتبطة به، علىٰ حين يوجد خارج هذا الهيكل الرئيسي ساحة كبيرة حيث تجتمع العامّة في أوقات الأعياد» 1.
يبدو من كلّ ذلك ومن الطقوس والمراسيم والرحلات الجماعية إلى الزقورة 2ومع ما يصطحبها من ذبح وقرابين وأعمال خاصة من النحور وبعض المراسم الطقسية السنوية. أنّها - الزقورات - أماكن حج لتلك الأقوام. . وبالطبع هو حج وضعي غير إلٰهي واضح من آلهتهم المتعدّدة وعبادتهم للآلهة البشر.
والجدير بالذكر أنّ حضارة وادي الرافدين الطويلة في الزمن وفي التاريخ، لابد من أن تكون هناك أماكن اُخرى محلية قصدها الزوّار؛ لغرض أداء طقوس معيّنة & وشكليات منظمة يمكن أن تحسّها أنواعاً من حجّهم. . ولعل السبب في عدم العثور على تلك الحقائق هو طبيعة البناء عندهم، حيث كان ذا أساس طيني ممّا لم تبقِ الفيضانات له شيئاً عبر الزمن. وهذا خلاف طبيعة البناء المصري القديم الذي غالباً ما يكون بناء صخرياً يحافظ عليه مناخ مصر الجاف آلافاً من السنين.
وهناك مذهب ديني في حضارة وادي الرافدين يرجع تاريخه إلى عهدٍ قديم، وهو مذهب الصابئة، يدّعي أصحابه: «أنّ معلميهم الأوّلين هما النبيان الفيلسوفان عاذيمون (أي الروح الطيب) وهرمس، وقد قيل: إنّ عاذيمون هو شيث 3الابن الثالث لآدم عليه السلام، وإنّ هرمس هو النبي إدريس عليه السلام 4. وكان أورفيوس أيضاً من فلاسفتهم وأنبيائهم» 5.