157
الحجّ في حضارة وادي الرافدين
أمّا في حضارة ما بين النهرين - السومرية والبابلية والأكدية والآشورية - التي استمرّت ثلاثة آلاف عام، كان (الإلٰه آنو) على رأس (البانتيون) ، وكانت الآلهة تخرج بملابس محمولة بشرف على أكتاف الكهنة، في أعياد رأس السنة، وبمراسم خاصّة وطقوس خاصّة، وكانت لها أهمّية ذات حدّين، وقد يقوم الإلٰه بزيارة طقسية إلى معبودات اُخرىٰ بمناسبة الأعياد الكبيرة، لذا فإنّ (نابو) في بورسيا يزور بانتظام والده مردوخ في عيد رأس السنة الجديدة في بابل 1.
وتعدّدت الآلهة في وادي الرافدين بتعدّد المدن والدويلات، وحصر السومريون آلهتهم في مجموعتين: الثالوث الأوّل ويتألّف من «آنو» إلٰه السماء «وأنليل» إلٰه الأرض، و «إيا» إلٰه المياه الجوفية، فجمعوا بذلك بين عناصر المادّة الثلاثة: السائل والهواء والجماد. والثالوث الثاني يتألّف من «شَمَشْ» إلٰه الشمس، و «سين» إلٰه القمر، و «أدَدْ» الذي يجمع كلّ عناصر الطبيعة. وأدَدْ هذا أدخله «الاكديون» معهم من بلاد «أمورّو» . وأضافت كلّ دولة إلهاً خاصّاً بها مثل «مردوخ» و «آشور» و «عشتار» و «نَبُو» 2.
وأهم الأبنية الدينية عندهم هي المعابد والمقابر: وعُرفت المعابد باسم «الزقورة» أقدمها ما بناه السومريون، وأشهرها «برج بابل» حيث عُبد الإلٰه «نَبُو» 3.
وكان لكلّ مدينة مهمّة - في بلاد ما بين النهرين - معبد مهم، وفي كلّ معبد برج شامخ يسمّونَهُ «زقورة» شكله مربّع في المعابد المربعة، ومستدير في المعابد البيضوية، تراقب منه الكواكب والنجوم. نظراً لما لعلم الفلك من أهمّية وتأثير في الحياة اليومية والدينية، وكانوا يعلنون من خلاله بداية رأس السنة الجديدة، ليعلنوا بدايات الطقوس الدينية السنوية لزوّار الزقورة في المعبد. وقد كشفت التنقيبات الحديثة عن زقورات عديدة منها زقورة اُورك ونيبور وآشور وخورس