124غادرت بلاد مصر في غرّة شهر ذي القعدة، ووصلتُ القلزم في العشرين منه، ومن هناك ركبنا السفينة، وبعد مضي 15 يوماً وصلنا إلىٰ منطقة يُقال لها (جار) ، وكان ذلك في الثاني والعشرين من نفس الشهر، وبعد أربعة أيام كنّا في مدينة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
المدينة:
مدينة الرسول - عليه السلام - بلدة تقع علىٰ أطراف الصحراء، وأرضها رطبة ومالحة، وتجري المياه فيها ولكن بشحّة، وبساتين النخيل تغطّيها. وهناك تكون القبلة باتجاه الجنوب. ومسجد رسول اللّٰه - عليه الصلاة والسلام - يوازي المسجد الحرام في مساحته. وحجرة رسول اللّٰه - عليه السلام - جنب منبر المسجد. فعندما تستقبل القبلة تكون إلى اليسار، وحينما يريد الخطيب ذكر النبيّ - عليه السلام - والصلاة عليه من على المنبر، يُدير بوجهه إلى اليمين، ويشير إلىٰ قبره. وهذه المقبرة عبارة عن بيت خماسي الأضلاع، وقد ارتفعت جدرانها من بين أعمدة المسجد وعددها خمسة، وقد علت جدرانها واقية تمنع الدخول إليها، وقد وُضع في ساحتها مصيدة تمنع تردّد الطير هناك.
وبين القبر والمنبر حجرة أيضاً بُنيت من الرخام شبيهة بالعتبة، تسمى الروضة، ويُقال: إنّها بستان من بساتين الجنة. كما جاء في حديث رسول اللّٰه - عليه السلام - حيث قال: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» وتقول الشيعة في هذا: هناك حيث قبر فاطمة الزهراء عليها السلام.
وللمسجد بابٌ. وخارج البلدة، نحو الشمال صحراء، وفيها مقبرة تضم قبر حمزة بن عبدالمطلب رضى الله عنه، وهذا الموضع يسمىٰ بقبور الشهداء.
واستمرّت إقامتنا في المدينة يومين، ورحلنا عنها لضيق الوقت، حيث سلكنا طريق المشرق، وعلىٰ مسافة منزلين من المدينة كان هناك جبل ومضائق عديدة كمضيق (الجحفة) وهو ميقات أهل المغرب والشام ومصر، والميقات هو