7أنّ الخلاف بين الفقهاء السنّة والشيعة في مناسك الحج، قليل إلى درجة لايؤثر معها في وحدة الكلمة ورصّ الصفوف، ولذلك أسباب وعلل أهمّها أمران:
1. أنّ رسول الإسلام (ص) مكث سنين في المدينة ولميحج، ثم أذّن في الناس للحج في السنة العاشره، فلبّى كثير من المسلمين نداءه، ورافقوه في مراحل الحج ابتداءً من الإحرام في ذيالحليفة حتّى الخروج عن إحرام الحجّ.
فهذا الجمع الحاشد قد مارس هذه العبادة مع رسول الله (ص) الأمر الذي أدّى إلى تعلّم الصحابة وغيرهم فرائض الحج وسننه منه مباشرةً.
فكم هو الفرق بين معلم يخطب ويتكلم ويأمر الناس بأعمال وتروك، وبين من يمارس العمل بنفسه والناس يتبعونه في أفعاله وتروكه، لا شكّ في أنّ ما يقوم به الثاني يكون أرسخ في القلوب، وأوفر حظّاً في إيصاله إلى الأجيال اللاحقة.
2. العامل الآخر لتقليل الخلاف حضور الإمامين العظيمين، محمد الباقر (ع) وجعفر الصادق (ع) في مواسم الحجّ عاماً بعد عام، ورجوع الناس إليهم في بعض الفترات التي خفّ فيها -نوعاً مّا - الضغطُ على أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لاسيّما في الفترة الممتدّة بين أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي.
وقد انصبّ اهتمام الإمامين (عليهما السلام) على تعليم فريضة الحجّ ونشرها بين