6
وصف حج رسول الله (ص) في حديث الامام الباقر (ع) حضور الصادقين (ع) قلل الاختلافات في المناسك
الحمد لله الذي جعل الكعبة للناس قياماً، والبيت الحرام مثابة لهم وأمناً، وجعل زيارة بيته فريضة على المسلمين رجالاً ونساءً، شيباً وشبّاناً، وعلى كل لون وجنس ممن آمن بالله ورسوله وكتابه وسنته، حتى يؤدّوا تلك الفريضة العبادية السياسية على صعيد واحد، وفي أجواء روحية تسمو فيها مشاعر الوحدة والتقارب بين المسلمين، دون أن يكون بينهم تنازع وتناوش.
والحجّ، مع كونه من أفضل العبادات الفردية، فإنّ له أبعاداً سياسية واجتماعية عميقة، فهو بمثابة مؤتمر سنويّ موسّع، يجتمع فيه المسلمون من مختلف البلدان، فيوفّر لهم فرصة ثمينة للبحث والتشاور وتبادل الرأي في قضايا الإسلام، وشؤون الأمّة، في حاضرها ومستقبلها، ودراسة سُبل توحيد قواهم، ورصّ صفوفهم، وحلّ مشاكلهم، حتى يعودوا جبالاً راسية أمام المعتدين والمستكبرين، الذين يتربّصون بهم الشرّ، ويطمعون في نهب أموالهم وثرواتهم وسحق كرامتهم، وقتل رجالهم ونسائهم بلا هوادة.
إنّ فريضة هذه طبيعتها وطابعها تقتضي أن يكون الخلاف في أداء طقوسها وواجباتها نادراً حتّى لايشتغل المسلمون بالخلافات الفقهية في أداء المناسك، ولاتصدّهم عن الأهداف السياسية والاجتماعية المُبتغاة في ذلك المؤتمر السنوي.
ومن حسن الحظّ أنّا نجد