15
الدُّنْيَا. . .) .
1
والسلام عليكم ورحمةالله - حسين الطباطبائي
فإذا كان هذا دور الإمام الباقر (ع) في نشر حج رسولالله (ص) وقطع دابر الاختلاف، فقد واصل الإمام الصادق (ع) نفس الدور بعد وفاة أبيه، فكان يحضر في المواسم عاماً بعد عام، والناس يصدرون عن فتاواه، وإليك بعض ما ما روي عنه:
1. روي الشيخ الطوسي في التهذيب عن عبدالصمد بن البشير عن أبي عبدالله (ع) قال: جاء رجل يلبّي حتى دخل المسجد وهو يلبّى وعليه قميص فوثب إليه أناس من أصحاب أبيحنيفة، فقالوا: شق قميصك وأخرجه من رجليك، فإنّ عليك بدنة، وعليك الحج من قابل وحجّك فاسد، فطلع أبوعبدالله (ع) فقام على باب المسجد فكبّر واستقبل الكعبة، فدنا الرجل من أبي عبدالله (ع) وهو ينتف شعره ويضرب وجهه، فقال أبوعبدالله (ع) : اسكن يا عبدالله، فلمّا كلمه وكان الرجل أعجميّاً، فقال أبوعبدالله (ع) : ماتقول؟
قال: كنت رجلاً أعمل بيدي، فاجتمعت لي نفقة، فجئت أحجّ لمأسأل أحداً عن شيء، فأفتوني هؤلاء أن أشق قميصي، وأنزعه من قبل رجلي، وإن حجّي فاسد، وإن عليّ بدنة.
فقال له: متى لبست قميصك أبعد ما لبّيت أم قبل؟ قال: قبل أن ألبّي؛ فقال: «أخرجه من رأسك، فإنّه ليس عليك بدنة، وليس عليك الحجّ من قابل،