6يختلي بنفسه قبل البعثة في غار منه (و هو غار حراء) ليعبدالله تعالى، وفيه نزل الوحي عليه لأوّل مرة، ومنه أرسل إلى الناس كافة بشيراً ونذيراً.
يبلغ ارتفاع جبل النور إلى642 متراً، ويصير انحدار الجبل شديداً من ارتفاع380 متراً حتى يصل إلى ارتفاع500 متر، وتبلغ مساحة الجبل خمسة كيلومترات و250متراً مربعاً.
وقد ذكر الحموي أنّ الجبل يقع على مبعدة ثلاثة أميال من مكة المكرمة. 1
وقال غيره على مبعدة نحو ميلين من مكة، وأما اليوم فقد اتسعت المدينة وانتهت قريباً من سفح الجبل.
وأما غار حراء فطوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع و ثلاثة أرباع ذراع، من ذراع الحديد. 2
وكلّ من يعتمر أو يحج يغمره الشوق لزيارة مكان عبادة النبي (ص) قبل بعثته، ومحلّ إنطلاق دعوته المباركة، وهذا الغار يحمل في رحابه ذكريات كثيرة عن صاحبه الذي طالما تردد إليه، وقضى ساعات بل أياماً وأشهراً فيه. . . ذكريات يشتاق الناس - وحتى هذه الساعة - إلى سماعها من ذلك الغار، ولذلك تجدهم يسارعون إليه عندما يؤمّون تلك الديار المشرّفة، متحملين في هذا السبيل كل عناء؛ للوصول إلى رحابه، لكي يستنطقونه عما جرى فيه عند نزول الوحي، ويسألونه عما تحتفظ به ذاكرته من تاريخ رسول الإنسانية الأكبر، وعما جرت من حوادث في ذلك المكان المقدّس، غير أنّ في كتب السير والحديث حول نزول الوحي على النبي (ص) في ذلك المكان أموراً لايصدقها العقل ولا النقل، وإليك بيانها.