52رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً. . . .
هذا مثل الذين معه أشداء على الكفار، فهو ليس مثل الصحابة. ولو كانت الآية تتكلم عن الصحابة لكان الكلام تاماً.
* قال الخطيب البغدادي في الكفاية، مبوباً على عدالتهم: «ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة، وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، وإنما يجب فيمن دونهم، كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي (ص) ، لميلزم العمل به، إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي، الذي رفعه إلى رسولالله (ص) لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن، والأخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلايحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم، المطّلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق لهم» . 1
إذن فلا يحق لأحد أن يسأل عن صحابي أنه جيد أو لا، بل ليس من حق أحد أن يسأل عن عدله وجرحه أبداً؛ فالصحابة كلهم مطهرون، هذا الذي قلته: إنهم من الناحية العملية يتعاملون مع الصحابة تعامل معصوم، وإن كانوا من الناحية النظرية يقولون: لا.
نعم لك أن تسأل عمن هم دون الصحابة.
هذه نظرية الصحابة. فهم يريدون أن يرتبوا هذه النتيجة الخطيرة العقائدية والعملية حتى على من جاء ووقف وراء رسولالله (ص) ، أو جاء ورآه في المسجد فصلى خلفه من بعيد، صار عدلاً، صار طاهراً، مئة عنوان