8
1. يقول: يظن بعض المسلمين أنّ التقية خاصّة بالشيعة الإمامية ولا يعلمون أنّ التقيّة من الأحكام الشرعية الثابتة في كتاب الله تعالى - وفي سنّة رسوله (ص) - وتعامل بها السلف -(رحمهم الله) ولكن السؤال هل هذه التقية الشرعية هي نفسها التقية الشيعية؟
الجواب: لا، لوجود الفروق بين التقيتين:
الفرق الأوّل: التقية الشرعية من فروع الدين لا من الأُصول، وأمّا التقية الشيعية فهي من أُصول الدين. ثم استدلّ بالحديثين التاليين:
أ . ما روي عن جعفر الصادق (ع) : أنّه قال:
«إنّ تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له» .
1
ب . وروي عنه أيضاً:
«لو قلتُ إنّ تارك التقية كتارك الصلاة لكنتُ صادقاً» .
2
يلاحظ عليه أوّلاً: أنّ الكاتب قد اعترف بجهل بعض المسلمين بأنّ التقية من الأحكام الشرعية الثابتة في كتابالله وسنّة رسوله، وطالما كان هذا الجهل سبباً للتحامل على الشيعة القائلين بها، حيث كانوا يعدّون الشيعة منافقين لقولهم بالتقية، فنشكرالله سبحانه على أنّه قد هدى الكاتب إلى ما هو الحق الّذي كان عليه الشيعة منذ أن نزل بها الكتاب والسنّة. وكيف يمكن إنكار كون التقية أمراً مشروعاً وقد وقف الأبكم والأصمّ على تقية عمّار في سبّ النبي ومجيئه إليه باكياً ونزول القرآن في حقّه.
قال سبحانه: مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِْيمانِ وَ لكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. 3
وليست هذه الآية هي الوحيدة في هذا المقام، بل نزل الذكر الحكيم بها في آية أُخرى قال سبحانه: لايَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ يُحَذِّرُكُمُ الله ُ نَفْسَهُ وَ إِلَى اللهِ الْمَصِيرُ. 4