60
أصحاب النبيّ (ص) ،كلّهم بدري، ثُمَّ دخل على عثمان ومعه الكتاب والبعير والغلام، فقال له علي: هذا الغلام غلامك؟
قال: نعم. قال: فالبعير بعيرك؟
قال: نعم. قال: وأنت كتبت هذا الكتاب؟
قال: لا، وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به. قال له علي رضى الله عنه: فالخاتم خاتمك؟!
قال: نعم. فقال له علي: كيف يخرج غلامك على بعيرك بكتاب عليه خاتمك لاتعلمه؟!
فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب، ولا أمرت به، ولا وجَّهت هذا الغلام إلى مصر.
فأمّا الخط فعرفوا أنَّه خط مروان، وشكّوا في أمر عثمان، وسألوه أن يدفع إليهم مروان، فأبى - وكان مروان عنده في الدار - ، فخرج أصحاب محمّد (ص) من عنده غضاباً، وشكّوا في أمره، وعلموا أنَّه لا يحلف بباطل، إلاّ أنّ قوماً قالوا: لا يبرأ عثمان من قلوبنا إلاّ أن يدفع إلينا مروان حتّى نُثخنَه، ونعرف حال الكتاب؛ فكيف يُؤمَر بقتل رجل من أصحاب محمّد (ص) بغير حقّ؟!
فإن يكن عثمان كتبه، عزلناه، وإن يكن مروان كتبه على لسان عثمان، نظرنا ما يكون منّا في أمر مروان. ولزموا بيوتهم، وأبى عثمان أن يُخرج إليهم مروان، وخشي عليه القتل، وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء 1.
وجاء في طبقات ابن سعد وأنساب البلاذري - واللفظ لابن سعد - :
كان المصريّون الذين حصروا عثمان ستمائة، رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكنانة بن بشر بن عتاب الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي.