58
كوفي، أتسبّني؟ أقدم المدينة، كأنّه يتهدّده. قال: فقدم المدينة، فقيل له: عليك بطلحة، فانطلق معه طلحة حتّى أتى عثمان، فقال عثمان: والله لأجلدنّك مائة. قال: فقال طلحة: والله لا تجلده مائة إلاّ أن يكون زانياً. قال: لأحرمنّك عطاءك. قال: فقال طلحة: إنَّ الله سيرزقه 1.
وتُعدّ خلافة عثمان المرحلة الوحيدة من مراحل الخلافة الّتي شهدت قيام وثورة أصحاب رسول الله (ص) من أجل الإطاحة بالخليفة ونظام حكومته. وقد قتل عثمان خلال تلك الانتفاضة على يدي المُنتفضين، فقد جاء في تاريخ الطّبري:
لمّا رأى الناس ما صنع عثمان، كتب مَن بالمدينة من أصحاب النّبيّ(ص) إلى مَن بالآفاق منهم، وكانوا قد تفرَّقوا في الثغور: إنَّكم إنَّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزَّوجلّ، تطلبون دين محمّد(ص)، فإنَّ دين محمّد قد أُفسد من خلفكم وتُرك. فهلمُّوا فأقيموا دين محمّد(ص ). فأقبلوا من كلِّ أُفق حتّى قتلوه 2.
وذكر ابن الأثير في تاريخه، في أحداث سنة (34ه)، قال:
في هذه السنة تكاتب نفر من أصحاب رسول الله(ص) وغيرهم، بعضهم إلى بعض: أن أقدموا، فإنَّ الجهاد عندنا. وعظم النّاس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد، وليس أحد من الصّحابة ينهي ولايذبّ إلاّ نفر، منهم زيد بن ثابت، وأبو أسيد الساعدي، وكعب بن مالك، وحسّان بن ثابت 3.
وأخرج البلاذري في الأنساب، من طريق ابن شهاب الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، قال:
إنَّ المصريّين لمَّا قدموا فشَكوا عبد الله بن سعد بن أبي سرح، سألوا عثمان أن يُولِّي مكانه محمّد بن أبي بكر، فكتب عهده وولاّه، ووجَّه معهم عدّة من المهاجرين والأنصار، ينظرون فيما بينهم وبين