57
لأبيه لمّا هاجر الهجرة الأُولى إلى الحبشة، وله رُؤية... ثُمّ كان ممَّن قام على عثمان، واستولى على إمرة مصر 1.
وقال فيه ابن عبد البر:
«وكان محمّد بن أبي حذيفة أشدّ النّاس تأليباً على عثمان» 2.
ومنهم عمر بن العاص؛ قال فيه ابن عبد البر:
«وكذلك كان عمرو بن العاص، مُذْ عزله عن مصر، يُعمِل حِيَله في التأليب والطعن على عثمان» 3.
ومنهم حكيم بن جبلة العبدي، فقد قال فيه ابن عبد البر:
«أدرك النبيّ (ص) ،ولاأعلم له رواية ولا خبراً يدلّ على سماعه منه، ولا رُؤية له, وكان رجلاً صالحاً، له دين، مُطاعاً في قومه» 4.
ومنهم محمّد بن أبي بكر، فقال فيه ابن حجر:
«له رُؤية... وكان عليّ يُثني عليه» 5.
وقال عنه ابن عبد البر:
«وكان علي بن أبي طالب يُثني على محمّد بن أبي بكر ويفضّله؛ لأنَّه كانت له عبادة واجتهاد, وكان ممَّن حضر قتل عثمان» 6.
وغيرهم من الصّحابة الذين ألَّبوا على عثمان، ممَّا لا يسع المجال لذكرهم.
فتلك الأمور من إحداثات عثمان، وتحريض عائشة وطلحة، وجماعة من كبار الصّحابة؛ قد سبَّبت سخطاً عامّاً على عثمان، وأجَّجت الوضع عليه، وارتفعت الأصوات بإقالته. فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنّفه، بسنده عن أبي سعيد، قال:
إنّ ناساً كانوا عند فسطاط عائشة، فمرَّ بهم عثمان، وأرى ذلك بمكّة. قال أبو سعيد: فما بقي أحد منهم إلاّ بعثه أو سبّه غيري، وكان فيهم رجل من أهل الكوفة، فكان عثمان على الكوفي أجرأ منه على غيره، فقال: يا