41خلافة أمير المؤمنين (ع) ؛ فرواية عائشة تتعلَّق فقط بخطبة الزّهراء عليها السلام .
وأمّا الذيل الّذي ذكره عروة، فهو حول مصير فدك في خلافة أميرالمؤمنين (ع) ، فليس هو من جملة رواية عائشة، وإنَّما هو من كلامه، ولا نعرف هدفه من وراء ذكره في ذيل الخطبة مع عدم ارتباطه بها.
ولعلّه لترميم التقريع الكبير لكلمات الزّهراء عليها السلام بحقِّ الشّيخين.
وممَّا يدلّ على أنَّ الزّهراء عليها السلام إنَّما كفَّت عن الطلب الّذي هو المنازعة والمشاحّة، لكنَّها انصرفت مُغضبة مُتظلّمة مُتألّمة، هو ما أخرجه البخاري في صحيحه من طريق عائشة، قالت:
إنَّ فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله(ص)، سألت أبابكر الصدِّيق، بعد وفاة رسولالله(ص)، أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله(ص)، ممّا أفاء الله عليه. فقال لها أبو بكر: إنَّ رسول الله(ص) قال: «لا نورِّث، ما تركنا صدقة». فغضبت فاطمة بنت رسول الله(ص)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتّى توفِّيت 1.
وأخرج في صحيحه من طريق عائشة أيضاً، قالت:
إنَّ فاطمة عليها السلام، بنت النّبيّ(ص)، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسولالله(ص)، ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدَك، وما بقي من خُمس خيبر... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلِّمه حتّى توفّيت. وعاشت بعد النّبيّ(ص) ستّة أشهر. فلمّا توفِّيت، دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يُؤذن بها أبا بكر، وصلّى عليها 2.
وأخرجه مسلم في صحيحه من طريق عائشة أيضاً، قالت:
إنَّ فاطمة بنت رسولالله (ص) أرسلت إلى أبي بكر الصدِّيق تسأله ميراثها من رسول الله (ص) ،ممّا أفاء الله عليه بالمدينة وفدَك، وما بقي من خُمس