48الشفاعة من أهلها، وادّعيا أنّ الجائز فقط هو قولنا: اللهمّ اجعل النبيّ شفيعاً لي.
وسنعرض هذه المسألة على كتاب الله وسنّة الرسول من أجل اكتشاف الحقيقة، كما يلي:
ما هي حقيقة طلب الشفاعة؟
شفاعة الرسول(ص) وغيره من الشفعاء الصالحين في يوم القيامة لا تعني سوى طلب المغفرة من الله للمذنبين من العباد، وطلب الشفاعة من أهلها -وِفْق هذا المعنى - يعنى طلب الدعاء منهم. ودعاء هؤلاء يكون حسب قربهم من الله ووجاهتهم عنده، فيستجيب لهم ويغفر للمذنبين.
ومن جهة أخرى، فلا ضَير أبداً من طلب الإنسان الدعاء من أخيه المؤمن، بل من الرسول الأعظم فيتسطيع أن يخاطب رسول الله(ص) قائلاً: «يا وجيهاً عند الله، اشفع لنا عند الله» أي: يا وجيهاً عند الله، أُدع الله لنا ليغفر ذنوبنا ويكفّر عن سيئاتنا، أو يلبّى طلبنا.
و(الاستشفاع) في الواقع يعني طلب الشفاعة، ويعني - كما ورد في كتب الحديث والتفسير - طلب الدعاء، فقد خصّص البخاري في صحيحه باباً تحت عنوان: باب إذا استشفعوا إلى الامام ليستسقى لهم لم يردّهم. 1
إذن، طلب الشفاعة في الواقع، يعني طلب الدعاء، ولا ينبغي الشكّ والترديد في هذا المجال. ولا يخفى حسن طلب المؤمن الدعاء من أخيه المؤمن، فكيف بطلب المؤمن الدعاء من الأنبياء والأولياء؟!