47بأرواح الأموات، ودليل ذلك قوله تعالى:
(حَتّٰى إِذٰا جٰاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قٰالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صٰالِحاً فِيمٰا تَرَكْتُ كَلاّٰ إِنَّهٰا كَلِمَةٌ هُوَ قٰائِلُهٰا) (المؤمنون : 99 و 100).
أمّا بالنسبة إلى عودة المذنبين بعد وفاتهم إلى الحياة الدنيا لتدارك ما فات، قال تعالى:
(وَ مِنْ وَرٰائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ).
إذن: الحائل يعني المنع من العودة إلى الدنيا، ولا يعني المنع من ارتباط الأحياء بالأموات أو الاطلاع على أحوالهم.
3- طلب الشفاعة من أولياء الله
السؤال الذي يُطرح هنا هو : ألا يعدّ طلب الشفاعة من الأولياء عبادةً لهم وشركاً بالله تعالى؟
الجواب : الاعتقاد بشفاعة أولياء الله في يوم القيامة يعتبر أصلاً من أصول العقيدة الإسلاميّة التي لا يشكّ أحدٌ بها، أتباع جميع المذاهب الاسلاميّة يعتقدون بشفاعة الأنبياء في يوم القيامة، ولا سيّما خاتم الأنبياء(ص). والاختلاف الوحيد الذي نشأ بعد ابن تيميّة في القرن الثامن، وبعد محمّد بن عبدالوهاب في منتصف القرن الثاني عشر، هو أنّه هل يصحّ في هذه الدنيا طلب الشفاعة ممّن ثبت في القرآن والسنّة القطعيّة صحّة شفاعتهم يوم القيامة؟ وهل يصحّ مخاطبة كلّ واحد منهم بقولنا: يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله؟
وقد اتفقت آراء جميع علماء الدين على صحّة طلب الشفاعة من أصحابها، ما عدا ابن تيميّة وابن عبدالوهاب، حيث ذهبا إلى بطلان طلب