5
كلمة المعهد
إنّ رسول الله(ص) قد أبلغ وحي السماء إلى مدّة 23 عاماً، وأدّى ما أمره الله عزّ وجلّ على أفضل وجهٍ، فهدى الناس إلى دين الحقّ وبيّن لهم تعاليمه ووضّح حقائقه خلال هذه المدّة بشكلٍ تدريجيٍّ. وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجّة للسّنة العاشرة بعد الهجرة أكمل دين الله في غدير خُم قبل أن ينتقل إلى جوار ربّه، وذلك حينما صدع بولاية الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) ونصبه للمسلمين إماماً بأمرٍ من الله جلّ شأنه.
ونبيّنا الكريم(ص) قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى استودع المسلمين ثقلين عظيمين، هما كتاب الله وعترته أهل بيته(ع)، وأمرهم بالتمسّك بهما ليهتدوا إلى سواء السبيل ويبلغوا درجة الكمال المنشود لينجوا من الضلال؛ فقال بصريح العبارة:
(إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله و عترتي؛ ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي).
ولكن للأسف الشديد بعد رحلته صلوات الله عليه لم يعمل المسلمون بما أمرهم به وأعرضوا عن وصيّته، ففرّقوا بين القرآن والعترة لأسباب لا مجال إلى ذكرها هنا، وإثراً لذلك عانى المجتمع الإسلاميّ من مشاكل جمّة واتّسعت