49أضف إلى ذلك، فإنّ العديد من الصحابة طلبوا الشفاعة من الرسول في زمان حياته وبعد رحيله أيضاً، ولإثبات ذلك نذكر الأمثلة التالية:
1. حديث أنس بن مالك
نقل الترمذي - وهو أحد مؤلّفي السنن الأربعة - عن أنس بن مالك قوله: سألت النبيّ أن يشفع لي يوم القيامة؟ فقال: «أنا فاعل». قلت: يا رسول الله، فأنّى أطلبك؟ فقال:
«اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط» . 1
فأنس يعلم من منطلق فطرته بأنّ طلب الشفاعة لا تعني سوى طلب الدعاء، ولهذا يطلب من الرسول(ص) الشفاعة، ولا يخطر بباله أنّ طلب الشفاعة شرك، كما أنّ الرسول أيضاً لم ينهاه عمّا طلب.
2. حديث سواد بن قارب
سواد هو أحد أصحاب النبيّ(ص)، وقد أنشد ذات يوم شعراً حول النبي(ص) وطالباً منه الشفاعة، وقال:
وكُن لي شفيعاً يوم لا ذوشفاعة
بمغن فتيلاً عن سواد بن قاربِ 2
3. حديث أبيبكر
عندما توفّي النبي(ص) أقبل أبوبكر فكشف عن وجهه، ثمّ أكبّ عليه فقبّله، وقال:
«بأبي أنت وأمي! طبت حيّاً وميّتاً، اذكرنا يا محمّد، عند ربّك، ولنكن من بالك» . 3
فعبارة:
«إذكرنا عند ربّك» لا تعني: إلّا طلب الشفاعة.