46ولكن التوسّل بالدعاء من الغير، مع الاعتقاد بأنّه من عبادالله المقرّبين، وأنّه تعالى يستجيب له، لا صلة له بالشرك أبداً، وجميع المسلمين يعتقدون بأنّ الرسول(ص) عبدٌ لله تعالى، ولا يعتقد أحد عندما يطلب من الرسول شيئاً، أنَّه إله، أو ربّ، أو أنّه يستجيب لدعاء الناس من دون إذن الله تعالى.
2- أليس طلب الدعاء من الميت عديم الفائدة؟!
يعتقد البعض بأنّ الميّت عاجز عن تلبية طلب من يتوسِّل به، ولهذا يكون طلب الدعاء من هكذا شخص عملاً عبثيّاً ولا فائدة فيه.
الجواب : هذا السؤال يعكس الرؤية المادية التي يؤمن أتباعها بأنّ موت الأولياء نهاية لحياتهم، ولا حياة برزخيّة لهم.
ولكن الواقع ليس كذلك، فأولياء الله أحياء عند ربّهم في عالم البرزخ، وهم يسمعون كلامنا ولا تنقطع صلتهم بنا، ولهذا يكون التوسّل بدعائهم أمراً عقلائيّاً وليس لغواً أو عبثاً؛ ولكن هل يلبّى هؤلاء طلبنا أو لا؟
فهذه مسألة ترتبط بحالة مقدّم الطلب وموضوع الطلب.
3- هل هناك حاجز بيننا وبين من فارقت أرواحهم الحياة؟
يعتقد البعض بوجود حاجز بيننا وبين من فارقت أرواحهم الحياة الدنيا، وهذا الحاجز يمنعنا من الاتّصال بهم، بدليل قوله تعالى:
(وَ مِنْ وَرٰائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (المؤمنون : 100).
الجواب : البرزخ في اللغة العربيّة، يعنى الحائل والمانع.
ولكنّ هذا الحائل يرتبط بعودة الأموات مرّة أخرى إلى الحياة الدنيا مباشرة بعد وفاتهم. فالبرزخ لا يعنى وجود مانعٍ يحول دون ارتباط الأحياء