45 طلب الدعاء من الميت الذي لا يمتلك القدرة على إنجاز ما يُطلب منه أو طلب أيّ شيء منه يعدّ نوع من أنواع العبادة له، ويكون المتوسّل أو صاحب الطلب مشركاً.
الجواب: أوّلاً : إنّ الحياة والممات لا يعتبران معياراً للعبادة أو التوحيد والشرك، ويا ترى كيف يكون التوسّل بدعاء الحيّ عين التوحيد؟ ولكنّه يكون من الشخص بعد وفاته عين الشرك؟! في حين أنّ حقيقة هذا العمل واحدة، ولا فرق في أنّ التوسّل بالدعاء في الحالة الأولى يكون موجّهاً إلى شخص على قيد الحياة، والتوسّل بالدعاء في الحالة الثانية يكون موجّهاً إلى شخص فارق الحياة.
ولا يوجد موحّد قطُّ يعدّ الحياة والممات معياراً للتوحيد والشرك، نعم، الحياة والممات يمكن أن يكونا معياراً لتحقّق الفائدة من التوسّل بالدعاء أو عدم وجود الفائدة من ذلك، ولكن هذا الأمر لا صلة له بمسألة التوحيد والشرك.
ثانياً : أساس استدلال الذين يعتقدون بأنّ طلب الدعاءمن الميّت شركٌ، هو اعتقادهم بأنّ موت الأنبياء والأولياء نهاية لحياتهم، حيث لا يعتقدون بوجود الحياة البرزخيّة بعد الموت. ولكن لا يخفى على أحد بأنّ الأنبياء والأولياء والشهداء، وحتّى المجرمين أحياء عند ربّهم بعد مفارقة أرواحهم الدنيا.
ثالثاً : إنّما الدعاء أو الطلب يكون شركاً عندما يعتقد الداعي بنوع من الألوهيّة أو الربوبيّته، أو التفويض لمن يتوجّه إليه بالدعاء، وفي هذه الحالة يمكن اعتبار هذا الدعاء والطلب نوع من أنواع العبادة للحي أو الميت.