37شاسع ومسافة كبيرة ولا يوجد أيّ تشابه بينهما؛ وإذا مكّن الله أحد عباده من القيام ببعض التصرّفات الخارقة للعادة من أجل إرشاد الناس، فهذا لا يعنى أنّه تعالى فَقَدَ شيئاً من قدرته، أو أنّ ذلك العبد خطا خطوة تجاوز فيها مقام العبوديّة.
وما يمتلكه الإنسان الكامل من الله يشبه ما يمتلكه الابن من أبيه، حينما يعمل في متجره، أو كالوكيل الذي يعمل برأس مال موكله.
وقدرة الإنسان الذي يمكّنه الله من الولاية التكوينيّة هي من الله، ولايقوم صاحب هذه الولاية بأيّ فعلٍ إلّا بإذن الله.
فأين يكون الشرك في هذا المقام؟!
وهل فيه ماينا في التوحيد؟!
بل هذا عين التوحيد. ألم يمكّن الله الملائكة من إنزال العذاب على بعض الأُمم؟!
فهل الاعتقاد بتمكّن الملائكة من إنزال هذا العذاب يستلزم الشرك بالله تعالى؟!
إذن، إذا مكّن الله أحد عباده من الولاية التكوينيّة، فإنّ هذا التمكين لايوجب أبداً شيئاً من النقص لله عزّ وجلّ، ولا يوجب قَطُّ خروج الله تعالى من سلطانه، فلا توجد أيّة صلة بين الاعتقاد بهذا التمكين الذي هو من الله عزّ وجلّ وبين الشرك أبداً.
2- التوسّل بأولياء الله
هل أنّ التوسّل بأولياء الله جائزٌ؟ وهل هناك ما يؤيّده في الكتاب والسنّة؟
للإجابة على ما ذكر نقول: إنّ التوسّل بأولياء الله يعدّ نوعاً من أنواع