34كان في ظلّ إذن الله عزّ وجلّ.
وجميع هذه التصرّفات دليل على الولاية التكوينيّة، وفحوى هذه الولاية أنّ قرب النبي من الله تعالىيمنحه منزلة، بحيث تكون جميع الأمور الطبيعيّة، وحتى الكائنات غير المرئية -مثل الجن - تحت أمره وسيطرته بإذن الله تعالى.
4. أفعال المسيح الخارقة للعادة
نسب القرآن الكريم بعض التصرّفات الخارقة للعادة للسيّد المسيح(ع)، وأشار إلى أنّ جميع هذه التصرّفات ناشئة من القوّة الباطنيّة للسيّد المسيح وإرادته المباشرة، فقال تعالى على لسان حاله:
(...أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّٰهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتىٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ ...) (آل عمران :49).
وفي الآيات التالية نسب السيّد المسيح لنفسه القدرة على القيام بالأعمال التاليّة:
1- خلق هيئة الطير من الطين.
2- النفخ في الهيئة المخلوقة من الطين فتكون طيراً حيّاً.
3- إبراء الأكمة.
4- إبراء الأبرص.
5- إحياء الموتى.
وينسب السيّد المسيح هذه الأفعال إلى نفسه، ويرى أنّه الفاعل لها، لا أنّه يطلب من الله فيستجيب الله دعاءه ويقوم الله بهذه الأمور، بل إنّ السيّد المسيح هو الذي يقوم بهذه الأمور، ولكن بإذن الله؛ ولهذا يقول: إنّي أخلق... أنفخ... أبرئ... أحيي... بإذن الله.