32قادرين على ذلك.
ثانياً : الذي قال بأنّه يجلب عرش الملكة بلقيس قبل أن يقوم سليمان من مقامه، قال بعدها: ( وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) ، فإذا لم تكن إرادة الشخص هي المؤثّرة في أداء هذا العمل، ما كان له أن يقول هذه العبارة.
ثالثاً : قال آصف بن برخيا: ( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ، فنسب هذا العمل الخارق للعادة إلى نفسه بقوله: ( أَنَا آتِيكَ بِهِ ) .
إذن، بيّن القرآن الكريم مسألة صدور الأمور الخارقةللعادة في هذه الآيات، وأكّد على أنّ إرادة أولياء الله تعالى لها تأثير مباشر على صدور الأمور الخارقة للعادة، وغيرها من المعاجز والكرامات.
رابعاً: بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ سبب قدرة آصف بن برخيا على القيام بالعمل الخارق للعادة هو العلم الذي لايتمكن أيّإنسانٍ من اكتسابه، بل يختصّ به المقرّبون من عباد الله، ولا يكتسبه العبد إلّا بمقدار قربه من الله تعالى.
3. النبي سليمان(ع) وقدراته الفائقة
صرّح القرآن الكريم بأنّ الريح كانت تجرى بأمر سليمان، وبما أنّ الريح جزء من نظام الكون؛ فعندما بأمر سليمان يكون ذلك دليلاً على تأثير إرادة سليمان في التصرّف في الكون.
قال تعالى: ( وَ لِسُلَيْمٰانَ الرِّيحَ عٰاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلىٰ الْأَرْضِ الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا وَ كُنّٰا بِكُلِّ شَيْءٍ عٰالِمِينَ ) (الأنبياء:81).
والجدير بالذكر أنّ هذه الآية تبيّن بصراحة أنّ جَرَيان الريح وتحديد مسارها كان معلولاً لأمر سليمان وإرادته النافذة، وهذا ما يشير إليه بوضوح