31حوله في مجلسه قبل وصول ملكة سبأ إليه:
(قٰالَ يٰا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهٰا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قٰالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقٰامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) (النمل :38و39).
و قٰالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتٰابِ ، وهو حسب قول المفسّرين آصف بن برخيا وزير سليمان وابن أخته:
(أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّٰا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قٰالَ هٰذٰا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) (النمل : 40).
ينبغي علينا التأمّل في مضامين هذه الآيات بحثاً عن السبب الذي مكّن هؤلاء من القيام بهذا الأمر الخارق للعادة، وهو جلب عرش بلقيس الذي يبعُد مسافات إلى مجلس سليمان. فهل أنّ الله تعالى كان هو السبب المباشر لإنجاز هذا الأمر الخارق للعادة؟ وهل هو الذي أحدث هذه الطفرة في الطبيعة وأن العفريت من الجنّ وآصف بن برخيا، مجرّد مظاهر ليس لها أيّ تاثير في هذا المجال؟
أو أنّسبب هذا الأمر والتأثير يعود إلى الشخص نفسه، كما تنجز الخلائق أفعالها بتأثير منها ولكن باذن الله وبالقدرة التي مكّنها الله منها؟
والفرق بين الذين يقومون بالأمور الخارقة للعادة عن غيرهم أنّهم يمتلكون قدرةً أكثر من غيرهم نتيجة قربهم إلى الله تعالى وأنّهم يقومون بهذه الأمور الخارقة للعادة بإرادتهم، كما يقوم سائر الناس بالافعال الارادية بمحض إرادتهم. ويبدوأنّ الآيات الثلاثة التي مرّ ذكرها تؤيّد الرأي الثاني، ودليل ذلك:
أوّلاً : النبي سليمان(ع) طلب من أتباعه القيام بهذا العمل، وهم كانوا