30يمتلك هذا العبد القدرة على القيام بالأعمال الخارقة للعادة؛ أي أنّه يمتلك قدرة التصرّف في عالم التكوين.
القرآن وكرامات الأولياء
بيّن القرآن الكريم بعض الكرامات لأنبياء الله تعالى، وهي كرامات تمكّنوا عن طريقها من التصرّف بعالم التكوين بإذن الله عزّوجلّ ونتيجةً لكمالهم الفنسيّ وسنُشير فيمايلي إلى بعض هذه الكرامات بصورة موجزة:
1. تصرّف النبي يوسف(ع) في إعادة بصر أبيه
بكى النبي يعقوب(ع) طيلة سنوات إثر مفارقته ولده يوسف(ع)، ففقد بسبب هذا البكاء بصره. وبعد سنوات أرسل يوسف(ع) مبعوثاً إلى كنعان ليُلقي رداءه على وجه أبيه يعقوب(ع) ليرتدّ بصيراً: ( فَلَمّٰا أَنْ جٰاءَ الْبَشِيرُ أَلْقٰاهُ عَلىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ) (يوسف: (ص)6).
ولا شكّ في أنّ المؤثّر الحقيقي في هذا المقام هو الله تعالى، لكنّه تعالى جعل إرادة يوسف سبباً لارتداد بصر أبيه، ومكّن النبي يوسف من تحقيق إرادته متى ما شاء.
وتمكّن يوسف من إعادة البصر لأبيه عن طريق سبب بسيط، وهو إلقاء الرداء على وجهه. ونستوحي من ذلك أنّ معجزات وكرامات الأنبياء تتحقّق عبر أمور بسيطه؛ لئلّا يتصوّر الناس بأنّ الأنبياء تصدر منهم المعاجز بتوسيط الأمور العلميّة.
2. إظهار أعوان سليمان لقدراتهم الفائقة
لا يخفى على أحد بأنّ النبي سليمان(ع) استدعى ملكة سبأ، فقال لمن